اطلاق الرصاص في الأعراس
في
ظل غياب الدولة ( الجمهورية اليمنية ) ومؤسساتها انتشرت حالات اطلاق الرصاص الحي والمباشر في أعراس الزواج
في مدن حضرموت وحاضرتها المكلا بشكل مخيف ، وربما ينذر بتحولها الى ظاهرة وعادة لم
تكن في السابق من عادات وتقاليد المجتمع الحضرمي المتشبث بالمدنيّة والتحضر ، والمائل
الى السلم والبناء ، وفي المحصلة قد أودى هذا الفعل بحياة أشخاص ذكوراً وإناثاَ ،
وخلق حالة من الرعب وترويع المواطنين الآمنين ، لتتحول مراسيم الفرح بالزواج الى
مراسيم حزن ومواساة .. وزاد العبث ، وحمل السلاح الناري القاتل بطبيعته شباب قلّ
الوازع الديني والأخلاقي لديهم ، وسيطر على تفكيرهم فكر القبليّة المسيء الى تاريخ
الحضارم المدني والحضاري المجيد .
إن
فعل إطلاق الرصاص أثناء مراسيم الزواج من حيث التجريم الشرعي والقانوني وفقاً
للنتيجة المترتبة منه لا يخرج في التكييف ـ الوصف ـ الشرعي والقانوني من الدوائر
الثلاث التي جرمتها الشريعة الاسلامية :
(1)
إما أن ينتج عنه القتل الخطأ ، وعقوبة ذلك وفقاً لأحكام الشريعة الاسلامية (الدية
في الخطأ ) ، والتي تم تقديرها في جدول الديات والأروش النافذ بمبلغ ( 1.600.000 ) مليون وستمائة ألف ريال يمني ،
والكفارة صوم شهرين متتابعين ، بالإضافة الى عقوبة التعزير بالحبس .
(2) وإما أن ينتج عنه الإصابة الخطأ ، وعقوبة
ذلك وفقاً لأحكام الشريعة الاسلامية ( الدية أو الإرش بحسب الإصابات والتي أشدها
إصابة الجائفة أو الدامغة ونسبتها ثلث الدية في الخطأ ) وتتعدد الديات فيها بتعدد
الاصابات وقد تصل الى الدية الكاملة .. بالإضافة الى عقوبة التعزير بالحبس .
(3)وإما
أن ينتج عنه خلق حالة من الرعب والترويع للمواطنين ، وذلك ضرر تجرّمه الشريعة
الاسلامية ، ويكاد الفقهاء يتفقون على تعزير الجاني .
وعلى
ذلك فإن استشكل معرفة الفاعل فإن كل من كان يطلق النار يعتبرون فاعلين
بالتمالؤ في احداث أي من النتائج التي
ترتبت من فعلهم المجرّم شرعاً وقانوناً .
تعليقات
إرسال تعليق