الغطاء الجنوبي الكاسي العاري

هذا المقال هو للدكتور سعيد الجريري ، ونظراً لما فيه من تشخيص لحالة جنوبيي صنعاء ، وهذا الغطاء وتأثيره سلبياً على قضية شعب الجنوب ، ورغم مرورقرابة ستة أشهر على كتابة ذلك المقال وتحديداً في 31 / 8 / 2014م .. أحببت هنا استحضاره .. وللدكتور سعيد الجريري ألف تحية .


الغطاء الجنوبي الكاسي العاري
د . سعيد الجريري

( 1 ) 
ها هي موجة جديدة من أمواج التنكيل بالجنوب في أرضه. حسين اليافعي شهيداً رحمه الله وعدد من الجرحى شفاهم الله في شارع المعلا، والحدث هو استفزاز مارسته أدوات سلطة الاحتلال في عدن، ضد شباب الحراك الجنوبي السلمي التحرري، بمحاولة تسيير مظاهرة تؤيد الدفاع عن جمهورية يمنية في المشمش، لم يعد لها معنى، لكن سلطاتها ومراكز قواها مازالت تحتل الجنوب وتروّج لمخرجات حوارها الوطني، وفي واجهتها جنوبي مستخدم في صنعاء بدرجة رئيس، ومعه رهط من مستوزرين ومستخدمين بدرجات متفاوتة. يحدث ذلك في المعلا، فيما لا تزال صنعاء تحت مرمى تصعيدات الحوثي وأتباعه (المدججين بالأسلحة سلمياً !!)، ويخاطبه الرئيس المستخدم مخاطبة الند للند، رسالةً برسالة، ومظاهرة بمظاهرة، ولم يُواجَه (الحوَثة) بالرصاص الحي أو مسيلات الدموع، أو بالعنجهية التي يمارسها العسكر في عدن ومناطق الجنوب كافة.

وقبل أسابيع معدودة، بدا الناس كأنهم أفاقوا لأول مرة على أول جريمة بشعة في نوعها، إذ تناقلت الأنباء واقعة ذبح عدد من جنود الاحتلال اليمني في حوطة شبام الحضرمية، بأيدي عناصر من تنظيم القاعدة. ولأن الواقعة تقشعر لبشاعتها أبدان الأبالسة، فقد قوبلت برأي عام رافض للقتل بهذه البشاعة والوحشية، ناهيك عن أن تكون حضرموت المدنية المسالمة ساحة لذبح البشر، ضمن صراع قوى دولة الاحتلال.

لقد تناقلت وسائل الإعلام أخباراً وتقارير وتحاليل، منها ما هو متصل بالصراع الطائفي اليمني في معاقله، ومحاولة نقله إلى ساحة خارجية بعيدة، لحسابات سياسية واقتصادية تحت عنوان قبيح مثلهم ) حضرموت مقابل عمران ( ، أو )عدن مقابل صنعاء (، ومنها ما هو متعلق بإعادة ترتيب أوراق الاحتلال وإعادة تمكين قواته من إحداث أمر واقع جديد على قضية استبدادهم بشعبنا، وفرض أجندة ما بعد حوارهم اليمني المسدود الأفق، بطريقة منسجمة مع رغبات مخرج الأحداث ومساراتها في المنطقة العربية عموماً منذ بداية ما يعرف بالربيع العربي.

لن أخوض في التفاصيل، ولكنني سأركز على المسكوت عنه سياسياً، الذي إن استمر السكوت عنه، أو التعامل معه بانتقائية أو بمنطلقات مناطقية، فسيؤدي إلى كوارث لا تنتهي، الأمر الذي لا بد له من حسمٍ ، بلا خلط بين السياسي والعاطفي.

هل كان ليحدث ما حدث لو لم تكن هناك كائنات جنوبية مستخدمة من قبل قوى الاحتلال كلاً بدرجته، القديم منها والجديد، والرئيس منها والوزير، هي الغطاء الذي برَّر قتل رجال ونساء وشباب وأطفال حضرموت وعدن ولحج وأبين وشبوة والمهرة، برصاص جنود الاحتلال بدم بارد، ومازالت الذاكرة طرية والشواهد كثيرة وأرقام الشهداء والجرحى والمعاقين تقدر بالآلاف، فيما تلك الكائنات المستخدمة من قبل قوى الاحتلال، تزداد ثراءً ويتم تنقلها في المهام بحسب البروتوكولات الصنعانية التكتيكية والإستراتيجية، والغاية هي أن يبقى الاحتلال مشرعناً بمشاركة تلك الكائنات في الحكومات الكرتونية المتعاقبة منذ عقدين من الزمان. بل إن التدهورات الأخيرة كشفت عن أن هناك من يريد توسيع دائرة الاستخدام اليمني للكائنات الجنوبية، بدعوى دعم عبدربه منصور على افتراض أنه رئيس جمهورية (!!) وأن السياسة التي بدأ أولئك يفكون شفرة أسرارها أخيراً، تدلهم على أن تحالفاً جنوبياً (!!) مع عبدربه، في اللحظة الراهنة، يمكن أن يفكك منظومة الاحتلال اليمني ويستعيد الحرية والكرامة وينهي عمليات نهب الثروات واستنزاف الطاقات، ويحقق استقلال الجنوب بقفزة فانتازية في الهواء، بل ليس ذلك فحسب وإنما سيحل قبل ذلك أو بعده بقليل، كل أزمات الأشقاء اليمنيين المضطهدين ما ظهر منها وما بطن!.

والعجيب أن هذه الكائنات لم يتم عزلها اجتماعياً وسياسياً في الجنوب، بل يتم اعتبارها حتى من قبل بعض قيادات الحراك الجنوبي السلمي واجهات جنوبية في حكومة الاحتلال، يجب عدم المساس بها، في إطار التصالح والتسامح، بدلالته الفضفاضة، فيما تؤدي تلك الكائنات أدواراً تبرر القتل، وتعمل على تزييف الإرادة الشعبية الجنوبية، أمام شعب اليمن الشقيق البائس، وأمام المجتمعين الإقليمي والدولي، وتمارس بعض حركات الابتزاز المسموح به طبعاً، بمنحها امتيازات معينة ) لجنوبيتها الجغرافية ( كلما اشتد أوار التصعيد الجنوبي في الميدان. ومثل تلك الكائنات كائنات أخرى متموضعة في الخارج، وتمارس الدور نفسه، وهي الآن قاب قوسين أو أدنى من المساهمة على الأرض في إعادة إنتاج الاحتلال وتأبيده ، بعد أن اشتركت عدة قوى في محاولات تشتيت جهود الحراك السلمي الجنوبي الميداني، واختراقه بالمال السياسي الاحتلالي، عبر سماسرة جنوبيين، أو بالمال السياسي الإقليمي الذي يؤجج الخلافات بين ما تسمى بالقيادات التاريخية ومكوناتها، من أجل تمرير أجندة صنعاء المتواطئ متنفذوها مع الرغبات الملبية لصفقات مصالح الإقليم والدول الكبرى، ضداً على مصلحة جماهير دولة الاحتلال، أو الجماهير الواقع عليها الاحتلال منذ صيف 1994م.

صنعاء أشد مكراً من تذاكي أي أداة من تلك الأدوات الجنوبية المستخدمة، القديمة منها والجديدة، أو المتطلعة للحصول على درجة مستخدم جديد، في أعلى السلّم أو في وسطه أو أسفله، فالكل الجنوبي في صنعاء أو المستجيب لرغبات صنعاء، هم أدوات جنوبية لشرعنة الاحتلال ليس إلا. بل إن تلك الأدوات الجنوبية هي الجدار الأول الذي يستخدمه الاحتلال مصداً لأي خطوة جنوبية إلى الأمام، ويعلق عليه يافطات تحسين شروط بقائه واستمراره. ولو أن موقفاً شعبياً تم اتخاذه من تلك الأدوات، بعزلها اجتماعياً وسياسياً، لما طال أمد الاحتلال وإجرامه واستبداده وقتله إلى اليوم، ولذلك فتلك الأدوات الجنوبية شريك رئيس في سفك الدماء ونهب الثروات والاستبداد الذي يمارس ضد أبناء جلدتهم في كل المناطق المحتلة، فيما هم يعبّرون عن موقف من استخدمهم رسمياً، ويذرّون الرماد في عيون مواطنيهم الذين عانوا كثيراً من ويلات الصراع، فهم لذلك يؤثرون التسامح، غير أن بعضاً منهم يمارس انتهازيته مع أولئك، على قاعدة “مشي حالك”، حيث لا قضيةَ إلا تحقيق المكاسب الشخصية وما شابهها، ولولا هذه الحالة الجنوبية الرِّخوة ما كان ليجرؤ أحد على المشاركة في الحوار الوطني اليمني ضارباً عُرض الحائط بإرادة الشعب ومليونياته التي لم ترفع أي هدف سوى الاستقلال عن دولة الاحتلال اليمني، وليس الخوض في المخرجات أو المناكفات حول تمجيد انسحاب من لم يكملوا جلسات الحوار، إذ ليس الموضوع أن يكون هذا الجنوبي بديلاً لذاك، أو أن يكون الجنوب إقليماً بدلاً من إقليمين في دولة اتحادية يمنية احتلالية.

(2 )
مادامت واجهة نظام دولة الاحتلال اليمني جنوبية، فإن متوالية تصفية القضية الجنوبية على الطريقة اليمنية ستستمر، بتجليات متعددة عسكرية ودينية واقتصادية وسياسية، وسيفيق المتغافلون الجنوبيون على حقيقة أن شرعنة الاحتلال تحت أي عنوان إنما هي مشاركة للمحتل في التصفية العنصرية التي يمارسها نظامه منذ انتصار قوات تحالفه في 1994م امتداداً للتصفية التاريخية التي تم تدشينها قبيل رحيل المستعمر البريطاني في 1967م، ومع الأسف كانت الأدوات جنوبية. فهل من موقف شعبي يضع حداً لاستمرار استخدام تلك الأدوات القاتلة؟ ذلك أن مشاركة المحتل في تدمير الحاضر والمستقبل وقتل الجنوبيين ليست اختلافاً في الرأي، أو تبايناً في وجهات النظر، أو تنوعاً فكرياً، أو تعدداً حزبياً، ولكنها شكل من أشكال التواطؤ ضد الإنسان وحريته وكرامته وسيادته على أرضه. فهل تفيق تلك الأدوات المستخدمة المستعبدة، ولن تفيق إلا إذا أدرك الجنوبي أن لا ناقة ولا جمل لمستقبل شعبه، مع أولئك والأدلة لا تعد ولا تحصى وأن أي صراع بينهم مهما اختلفوا مذهبياً أو سياسياً أو قبلياً أو عائلياً، لن يكون الجنوبيون فيه إلا أدوات ذات صلاحية تحددها صنعاء، والضحية في نهاية المطاف هو الجنوب وشعبه المنكوب بقيادات ضالة أو لها ماضٍ ملوّث في الجنوب، واستطاع الاحتلال أن يتحكم فيها بالريموت، ولكي يحسن استخدامها اشتغل عليها سياسياً وإعلامياً، حتى صدقت أنها القادرة على صنع التحولات التاريخية، مع أنها ليست إلا أدوات للاستخدام المؤقت، وهي تعلم ذلك جيداً، ولذلك فهي توغل في الفساد، وتمعن في الكيد، وتسخر من مقولة أن في الجنوب احتلال أصلاً.

تلك هي المسألة في ما يبدو، أما سوى ذلك فهو دورانٌ حول الموضوع، وتدويخ للناس، وتصفية للقضية، بأوهام عبقرية افتراضية ينسبونها إلى عبدربه منصور وأشباهه من الأدوات الجنوبية البائسة المستخدمة في صنعاء، ومن سيلتحق بهم ممن يلبسون أقنعة الحراك الجنوبي السلمي بمختلف درجاتهم وصفاتهم في الداخل والخارج ويستوي في ذلك القديم منهم والجديد والمستجد فيما تعيد قوى الاحتلال ترتيب أوراقها، وتستعيد عناصر قوتها، وتجدد احتلالها، وتجند أدواتها العسكرية والطائفية لتنفذ سيناريوهات متعددة عالية الآكشن ليستمر، تلقائياً، مسلسل استخدام الأدوات الجنوبية الجديدة المناسبة لكل مرحلة ومعطياتها، كما يحدث الآن من تسريب أو ترويج إعلامي بأن حكومة (الكفاءات) الاحتلالية اليمنية التي سيتم تشكيلها تحت ضغط التصعيد الحوثوي سيكون على رأسها أداة جنوبية، ويرجّحون أن تكون من حضرموت (التي يشفطون كل شيء فيها: الأرض والبحر والنفط والهواء والأمان والسلام والإنسان والهوية والقيم والتاريخ والمستقبل)، وكأن قضيتنا تتمثل في أن يتولى حكومة المحتلين أداة من تلك الأدوات المعروضة في سوق نخاسة صنعاء للاستخدام الحكومي، من أجل أن تسهم في ازدياد مآسي شعبها، بينما تزداد هي ثراءً وفساداً وإفساداً، وتستخدم كارت انتمائها الجغرافي على طاولة اللعب في صنعاء لمزيد من الابتزاز المقيت، وهي تدور حول نفسها، ليتم تدويرها حكومياً بحسب الإرادة الصنعانية، إذ لو كان لأحد أن يكون ويحقق شيئاً للجنوب، بوضع يده في أيدي أولئك لكان الأستاذ فرج بن غانم رحمه الله الذي استقال من رئاسة حكومتهم، ولكان المهندس فيصل بن شملان أيضاً رحمه الله الذي لم يقبل بنتائج انتخاباتهم وديمقراطيتهم البائسة. أما غيرهما فلم يكونوا سوى أدوات رخيصة من سقط المتاع، ولا يستطيع أيّ منهم أن يطلّع نخس. ولعل من سخرية الأقدار أن يتم تلميع بعضهم حالياً، ويختصم بعض الجنوبيين حولهم بين مؤيد ومعارض، فيما يتوارى عتاولة الاحتلال ودهاقنته، عسكريين ومدنيين، عن مشهد الحدث الساخن، لتبدو في واجهته أراجوزات الجنوب المتشابهة والمتهافتة على فتات الموائد اللئيمة التي تدفع فواتيرها من نهب خيرات أرضنا، ليزداد شعبنا ضنكاً، وعوزاً، وجهلاً، ومرضاً، ومهانةً، واستلاباً تحت احتلال يخجل التاريخ من تدوينه في ذاكرته السوداء. احتلال لا فرقَ جوهرياً بين قواه المتصارعة أو المتصالحة، وإن اختلفت في المسمى أو المذهب او الاتجاه، فموقفها جميعاً واحد لا تختلف حوله إلا تكتيكياً فقط، وهو أن لها حقاً تاريخياً وإلهياً في أرض أجدادها (بلادنا) التي اغتصبها المستعمر البريطاني في غفلة منها، ثم لم يكن تحريرها منه إلا لإعادة الحق التاريخي والإلهي لأصحابه في صنعاء، وقد أعيد لهم في مايو 1990م، ثم عمدوه بالدم والفيد والفتوى في يوليو 1994م.

ولعل من أبرز الدروس المستفادة من الأحداث الأخيرة أن الطبطبة الجنوبية على أكتاف أعوان الاحتلال اليمني أو صناعة الوهم عن حنكتهم السياسية، عبر التسويق الإعلامي المدفوع الثمن، أو بالسذاجة العاطفية، قد تفقد شعبنا مع مرور الوقت عناصر قوة مهمة، ما كان له أن يفقدها لولا الخلط بين ما هو سياسي وما هو عاطفي أو جغرافي (مناطقي)، ففي التوصيف السياسي الرسمي ليس عبدربه منصور إلا رئيساً توافقياً لدولة الاحتلال اليمني، وهو الذي أصدر قرارات تقسيم الدولة الجنوبية الموحدة التي دخلت شريكاً سياسياً في الوحدة اليمنية المنتهية صلاحيتها بالحرب، ليس حباً في سواد عدن أو حضرموت، وإنما لتمكين صنعاء في الأرض المحتلة، وإضفاء شرعية دولية على احتلالها العسكري بمسمى اتحادي ناعم، الأمر الذي لم يجرؤ على فعله الرئيس الفعلي لدولة الاحتلال اليمني علي عبدالله صالح، في عز مجده الاستبدادي. فهل يبحث الجنوبيون عن وطن أم عن سلطة معززة بثقافة تقليدية هي الفاعلة في سلوكهم السياسي حد أن يتوهم بعضهم أن يكون مواطنهم الجنوبي المقيم في صنعاء رمزاً قيادياً جنوبياً ولم يرأس دولة الاحتلال اليمنية الشقيقة إلا من أجل أن يحرر الجنوب الذي ساهم هو بكامل قواه العقلية والعسكرية في إسقاطه بيد الاحتلال عام 1994م من موقع توظيفهم له حينئذٍ بدرجة وزير حرب، ثم نائب رئيس ساكت عن الحق الجنوبي، ثم رئيس توافقي، يبرر، بوجوده في الواجهة الصنعانية، استباحة االجنوب أمام العالم (!!)، وعلى الناحية الأخرى مازال بعض الجنوبيين يتوهمون أن قيادات دولة الجنوب السابقة كائنات سياسية مقدسة مع أنها أصبحت خارج منطق العصر والتاريخ والسياسة، ومازالت معاقة بماضيها ومثقلة بخطاياه وخطاياها، وكثيراً ما تدور حول نفسها ويدور حولها أتباعها كالعميان، وما دماء الشهداء إلا وقود لاستمرار نرجسيتها المتورمة، وليذهب الوطن وتضحيات شبابه وأجياله إلى الجحيم، ولذلك فهي تعمل جاهدة كي تظل ممسكة بكل الخيوط، ومازال بعضها يتطلع إلى دورٍ رئيسٍ في الجنوب القادم أو حتى اليمن المائل مع أنها جميعاً قد بلغت الأجلين، وكانت وبالاً على شعبها في كل المراحل، وعلى أية حال فليس أحداً منها غاندي أو مانديلا مثلاً أو مهاتير أو أردوغان.


بالمختصر المفيد: مادام هناك غطاء جنوبي يشرعن الاحتلال اليمني، فستستمر صنعاء في سياسة تغيير الموضوع في الجنوب، من احتلال إلى فيدرالية بإقليمين، إلى ستة، ومن إقليم جنوبي موحد إلى إقليمين افتراضيين، يكونان موضوعاً لخصومات لا يستفيد منها سوى الاحتلال نفسه، ومن رحيل قوات الاحتلال إلى تشكيل لجان شعبية لحماية قوات الاحتلال من عناصر الإرهاب تحت عنوان مكافحة الإرهاب، ليختلف الجنوبيون في التفاصيل المنثورة أمامهم، ويختصمون، بينما تعيد قوى الاحتلال وأعوانها ترتيب الأوراق والملفات، لتضرب الجنوبيين بالجنوبيين، فمن صراع بهلواني على أقاليم الاحتلال ومشمولاتها الإدارية، إلى مناكفات حول حدودها، ومن إقليم اتحادي جنوبي موحد إلى إقليمين حضرمي وعدني في دولة اليمن الاتحادية الاحتلالية، فيما الكل تحت الاحتلال اليمني العسكري القبلي الطائفي الهمجي المتخلف. يحدث ذلك كله ومتنفذو دولة الاحتلال في دواوينهم في صنعاء وفي معسكراتهم في الجنوب على مداكي القات، يسخرون من الجميع، مادام في واجهة دولتهم جنوبيون تحت الطلب، يمنحونها شرعية أمام العالم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدعوى الجنائية ( الجزائية ) في القانون اليمني

التمالؤ على ارتكاب الجريمة

التقرير بالاستئناف في الدعوى الجزائية